تزوجت منذ عشرين عامًا، ويا ليتني ما تزوجت.. أكره زوجتي، السبب لأنها تكرهني بحقد دفين، لا أدري لماذا، لعلها كانت تحب رجلا غيري، وتزوج غيرها، وتزوجتني حيث لم يكن لها إلا الزواج، ولعلها أرادت أن تنتقم من جنس الرجال من خلالي. أنا أعترف أيضًا أنني كنت أحب حبيبة، أحبها القمر معي، وأحبتها الليالي الممزوجة بألحان أم كلثوم التاريخية، لم أتزوجها لأن أهلها زوجوها لرجل لا تحبه، فالمهم هذا هو حالي مع زوجتي.
أقسم أنها لا تحبني، رغم جهدي البالغ في نيل رضاها، بالعطايا وشراء ما تحتاج إليه، ووالله ما قالت لي يومًا: "شكرًا"، والله ما قالت لي يومًا: "يا حبيبي" مجاملة، رغم أنني قلتها لها ملايين المرات، في كل مرة أتصل معها، لم أبق كلمة حب إلا وألقي على مسامعها كل ما تتمنى أن تسمعه امرأة يحبها زوجها.
العذابات كثيرة
حاولت الدخول إلى قلبها؛ فلم تبُح لي يومًا بشيء عن أسرارها، رغم أنني بحت لها بكل أسراري، وأخبرتها بقصتي مع حبيبتي ستر الله عليها، وأنعم الله بها عليّ يوم أن ألقاه، فوالله إنني أدعو ربي أن لا يلقيني بزوجتي يوم أن ألقاه، وأن لا تكون زوجتي في الآخرة؛ لشدة العذابات ولكثرة الجراحات.
وأقسم والله يراني وأنا أقسم وأنا أكتب ما قالت لي يومًا: "آسفة" على جريمة ارتكبتها، ورغم خصاماتنا الكثيرة والتي كانت هي السبب في الكثير منها؛ فإنني أنا الذي لا بد أن أقول "آسف".. لماذا؟ لأنني بحاجة أن أشبع رغبتي الجنسية منها، فأنا أحب الجماع، ولو لم أقل لها آسف وأحل المشكلة لبقيت المشكلة شهورًا عديدة، ولا يهمها والله لو غبت عنها الدهر كله، لما رغبت في الجماع معي، وأقسم أنني غبت سافرت إلى بلد ستة أشهر، وكنت أرسل لها الرسائل كل أسبوع شوقًا للقياها ولم ترسل لي إلا رسالة أو رسالتين، بكلمات جافة صدرت من قلب حجر متين، خالية من المشاعر، ولما التقينا طلبت مني أن أؤجل الجماع، ومن عادتي في الجماع -وأكره نفسي لذلك- أنني لا أستطيع أن أصبر، وكنت أتمنى أن أصبر ولا أجامعها ولكنها ذلة الجماع؛ حيث لا أستطيع أن أصبر، هذه مصيبتي، ولكنها تصبر سنوات ولا يهمها جماع أبدًا، ولأني أحب الجماع كثيرًا فقد فرضت علي الجماع كل يومين، وأحيانًا ثلاثة، وحين أجامعها أجامع حجرًا.
مصيبتي كبيرة، ولكنها الآن أقل لأني أعبر عن نفسي في هذه الزاوية، ولم أقل هذا لأحد؛ لأن القهر الاجتماعي بظروفه القاسية يظللنا، أنا دكتور في جامعة، وهي تعمل دكتورة في نفس الجامعة التي أدرس فيها.
قهر المجتمع
فكرت أن أتزوج عليها، ولكن المحيط الاجتماعي يقهرني، وبسيفه يخيفني رغم كرهها لي ورغم كرهي الشديد لها، ولكني لا أصبر على ذل جماعها، فلو كنت أصبر لما رجعت إليها بعد كل مشكلة. وأقسم بالله العظيم الذي أنزل القرآن على محمد إنها كرَّهتني بأولادي، وجرأتهم علي، وخصوصًا ابنتي التي هي في الثامنة عشرة من عمرها والتي أصبحت تتجرأ عليّ مثل أمها، وصرخت عليّ مرتين أمام الناس رغم أنني أرسلها بنفسي إلى مدرستها؛ حيث مرة حاولت أن تركب السيارة وتحركت وهي رجل في الخارج ورجل في الداخل، وإذا بها مثل الوحش الكاسر تصرخ عليّ أمام الناس لأكسرن السيارة في المرة القادمة، ولم أقصر معها، فلعنتها ولعنت أمها ولعنت الساعة التي رأيتها فيها، وبصقت في وجهها.
وامتلأ البيت عذابًا، ومن الطبيعي أن تدافع أمها عنها، وذهبنا لشراء ملابس العيد لابنتي هذه، وبعد أن اشترينا الملابس أحضرت لهن السيارة أمام المحل، ووالله ما قالت شكرًا وتحركت السيارة مرة ثانية أمام السوبر ماركت، وصرخت في وجهي أمام الناس، ولعنتهما وبصقت في وجههما لأني لم أعد أتحمل.
غريب في بيتي
وبقي شيء في نفسي لن أنساه طيلة عمري، وهو أنني كتبت لها رسالة الماجستير، وطبعتها على الكمبيوتر لها، ووصلنا إلى مرحلة كتابة الشكر، وإذا بها تقول: اكتب مثل ما كتبت صاحبتي أم فلان، أشكر كل من ساعدني: فلان وفلان وفلان، ولم تكتب اسمي، وورب الكعبة إنني كنت أسهر معها فتنام وتتركني أطبع لها للساعة الرابعة والرابعة والنصف، وفي النهاية لا تشكرني رغم أنني شكرتها في رسالتي الماجستير والدكتوراة، شكرًا متميزًا مليئًا بالعرفان، ووالله لم تفعل لي شيئًا.
ومنذ شهرين ونحن لا سلام بيننا ولا كلام، وأنا أدخل البيت وأجدها وابنتها جالستين في الصالون فلا أطرح السلام على باقي أفراد الأسرة، حيث إن عندي خمسة: ثلاثة ذكور وبنتان، والحمد لله.
وأقسم بالله إنني ما قلت شيئًا لولد من أولادي إلا وحشرت نفسها بيننا، وخالفت ما قلت وقالت للولد: افعل غير ما قاله لك أبوك، ليس بصريح العبارة، ولكنها أماتت الهيبة في نفس أولادي مني، وأنا لا أريد أن أُذل ولا أريد أن أهان، أكرهها وأكره ابنتها إلى الأبد. اللهم اغضب عليها وعلى ابنتها.. والكلام كثير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.